19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

داعية صومالي: مؤتمر للحركة الإسلامية في القرن الأفريقي خلال نوفمبر المقبل للمراجعة والتقييم

09 سبتمبر 2012

** نسعى للتعاون مع كافة القوى الإسلامية والوطنية لإخراج البلد من العنف وهيمنة القوى الأجنبية

** توسيع دائرة التشاور مع الكوادر والكفاءات وأهل الرأى يؤسس لقرارات ومواقف صائبة

** اتباع النهج الوسطي ونبذ العنف السبيل الأنجع لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد

د. محمد يوسف عبد الرحمن أكاديمي يعمل أستاذًا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وخبيرا في الموسوعة الفقهية، وكان أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في القرن الأفريقي.

ود. محمد يوسف واحد من هؤلاء الذين أصبحوا جنودًا في خدمة الحركة الإسلامية والعمل على توجيهها والإسهام في تطويرها نحو أهدافها المرسومة، وكان وما زال عضوًا فاعلاً في عملية المصالحة بين الفرقاء الصوماليين المتنازعين.

ومن هنا تأتي أهمية هذا الحوار مع د. محمد يوسف حول الوضع في الصومال وموقف الحركة الإسلامية، وخلفيات انعقاد مؤتمرها العام المقرر في منتصف شهر نوفمبر المقبل للمراجعة والتقييم وذلك لأول مرة في تاريخها.

* ماذا عن الوضع الراهن في الصومال، وهل يتجه العنف إلى الانحسار؟

** لا شك أن الصومال على أعتاب مرحلة جديدة في هذه الأيام يرجى منها أن تتطور إلى الأفضل بإذن الله حيث انتخب خلال الأسبوع الماضي برلمان جديد، ثم انتخب هذا البرلمان رئيسه ونوابه ويجري الآن العمل على انتخاب رئيس جديد للجمهورية الصومالية، قد يكون من داخل البرلمان أو من خارجه، ولم تحدد الحركة الإسلامية موقفها بعد من اختيار الرئيس حتى الآن، وإن كان لديها بعض السيناريوهات التي ستعلن عنها في حينها، وهذه التطورات الجديدة مع ضبابيتها بسبب التدخلات الأجنبية التي لا تحب الخير للصومال والصوماليين، نرجو أن تقود البلاد إلى مخرج آمن من محنتها التي استمرت أكثر من 20 سنة، لاسيما أن العنف في الصومال إلى تراجع.

* الحركة الإسلامية تعتزم تنظيم مؤتمرها العام خلال الفترة المقبلة، ما خلفيات انعقاد المؤتمر، ولماذا الآن؟

** الحركة الإسلامية منذ نشأتها رسميا في عام 1978حققت إنجازات عظيمة في شتى المجالات الدعوية والتعليمية والفكرية والثقافية والاجتماعية، ودخلت في معترك السياسة بعد تأسيسها مباشرة، وأخذت زمام الأمور في قيادة العملية الإصلاحية ضد النظام المستبد، حيث اختير الشيخ محمد أحمد نور مؤسس الحركة لرئاسة أول تجمع سياسي معارض إبان عهد نظام زياد بري الاستبدادي في أواخر السبعينيات، وكان ديدن أبناء الحركة التضحية والفداء، فقد تعرض هؤلاء للكثير من أذى النظام الحاكم وظلمه، وتراوحت المظالم والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بين حكم الإعدام والسجن وسحب جوازات السفر والمطاردات المستمرة والفصل من العمل والجامعات أو التهديد به إلى غير ذلك من المضايقات ثم بعد انهيار النظام وقيام الحرب الأهلية الآثمة تصدت الحركة للوضع الجديد.

كما قامت الحركة الإسلامية بأعمال بناءة في المجالات كافة حتى أصبحت رائدة، ومتصدرة في الساحة الصومالية حتى توقع الجميع أنها المؤهلة الوحيدة لقيادة المجتمع الصومالي إلى بر الأمان في فترة التسعينيات وأوائل الألفية، ثم حدث فيها بعض النكسات التي أعاقتها عن تحقيق أهدافها، بفعل عوامل داخلية وخارجية، ومنعتها من قيادة المجتمع كما كان متوقعًا حتى من الصوماليين من خارج الحركة فكان لا بد من وقفة للمراجعة والنظر في إزالة العقبات من قبل ممثلين من كافة أطياف الحركة من- قياداتها السابقة ورعيلها الأول ومفكريها وعلمائها وقياداتها الوسطى والناهضين من شبابها وإخواننا في المهجر الذين لكفاءتهم المشهودة يتقلد كثير منهم مناصب قيادية في العمل الإسلامي المشترك في أوربا وأمريكا وأستراليا وغيرها- لإصلاح ما أفسد وتحريك ما جمِد وتصحيح ما حرِف وتعويض ما افتقد وهذه الأمور هي أجندة المؤتمر المقرر انعقاده لأول مرة في 15 نوفمبر 2012 بالعاصمة مقديشو، لتعود الحركة إلى الساحة بقوة، وتقود المجتمع الصومالي الذي يثق فيها وفي رموزها، ولعل في المتغيرات الجديدة التي تشهدها المنطقة ما يقتبس منها في هذا المجال، وهذا شأن الحركات الإسلامية الفاعلة والمحترمة عندما تواجه أزمة من الداخل أو الخارج، عليها تصحيح المسار والخلاص من المعوقات وتفادي الإحباط وتوسيع دائرة المشورة وعرض الأمور على أكبر عدد ممكن من الكوادر والكفاءات لأخذ رأيهم في الأمور المصيرية من أجل اتخاذ القرارات والمواقف السليمة.

* وكيف تتعامل الحركة الاسلامية مع الوضع في الصومال في هذه المرحلة؟

** ترى الحركة أن الوضع في الصومال في الظرف الحالي يدعو إلى التكاتف من كافة القوى الإسلامية والوطنية وتعاونها على إخراج البلد مما هو فيه من هيمنة القوى الأجنبية ذات الأجندة المضادة وإبعاد العملاء والوصوليين والسماسرة الذين اكتظت بهم الساحة الصومالية في الآونة الأخيرة.

والحركات الإسلامية تملك القدرة الكافية لهذا الأمر إذا صلحت النيات وتعاونوا في هذا الأمر مع الدول العربية والإسلامية التي نعلم أنها على عكس الأجانب تحب الخير للصومال وترغب في عودته إلى مكانته الأصيلة.

وأناشد من هذا المنبر قادة حركة الشباب المجاهدين أن ينبذوا العنف والتطرف ويعودوا إلى أمتهم، وأن يضعوا أيديهم في أيدي رجال الصحوة الإسلامية للسير في طريق الوسطية كما أراد الله لنا (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) (البقرة: من الآية 143)، بعيدًا عن الغلو الذي نهي عنه القرآن الكريم (لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ) (الناساء: من الآية 171)، وقوله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77)) (المائدة).

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/ محمد يوسف عبد الرحمن ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت